مقررة أممية تكشف حجم معاناة ذوي الإعاقة في غزة بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي
مقررة أممية تكشف حجم معاناة ذوي الإعاقة في غزة بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي
كشفت المقررة الخاصة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الأمم المتحدة الدكتورة هبة هجرس، عن مدى المعاناة التي يعيشها ذوو الإعاقة في قطاع غزة جراء استمرار العدوان الإسرائيلي، مطالبة بضرورة وقف العمليات العسكرية في كل الأراضي المحتلة وقطاع غزة الآن وليس غدا بعد أن حولت حياة الأشخاص ذوي الإعاقة إلى جحيم.
وقالت المقررة الأممية، في تصريحات صحفية لا يخفى على أحد التأثيرات الخطيرة لاستمرار العمليات العسكرية وأن ارتفاع حدتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة قد حول حياة كل الأشخاص ذوي الإعاقة في كل قطاع غزة، إلى جحيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وأضافت: "من لم يفقد حياته منهم بفعل القصف المتواصل يجد من المستحيل عليه تلبية طلبات الإخلاء لغياب آليات الإنذار والإخلاء التي تأخذ في الحسبان احتياجاتهم وسط الدمار الهائل الذي لحق بالإسكان والبنية التحتية المدنية والركام الناتج عنه، وفي النهاية قد يجد نفسه وأسرته ضحايا القصف أيضا".
وأوضحت أن هناك عائلة هاشم غزال وجميعهم من ذوي الإعاقات السمعية، وهذه العائلة خير مثال لما يمكن أن تعيشه أسرة من الأشخاص ذوي الإعاقة في ظل العمليات العسكرية المتتابعة بقطاع غزة، لافتة إلى أن هاشم وهو الأب الروحي للصم بقطاع غزة، كان يعيش رفقة 5 من أبنائه وأخته من ذوي الإعاقات السمعية جميعا مع زوجته من غير ذوي الإعاقة في منزله شرق غزة، وقد ذاقوا ويلات العمليات العسكرية التي كلفتهم النزوح القسري لخمس مرات.
الدكتورة هبة هجرس
وتساءلت: "كيف لهم أن يسمعوا أصوات القصف؟.. وكيف يتصرفون للحصول على المساعدات؟.. ومن أين لهاشم العلاج وهو الذي أجرى عملية قسطرة قلبية قبل العدوان بفترة قصيرة؟ وفي نهاية المطاف وبقصف إسرائيلي لمنزلهم قتل هاشم وأسرته جميعا.
ولفتت إلى أن الكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة في كل قطاع غزة فقدوا فرصتهم في الحصول على خدمات صحية وإعادة التأهيل في مخيمات اللاجئين المكتظة بسبب تدمير المستشفيات، أو انقطاع الخدمات الأساسية، أو القيود المفروضة، أو عدم إمكانية الحصول على المساعدة الإنسانية، مطالبة بضرورة تيسير وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وملح لأهالي قطاع غزة دون قيد أو شرط، بما فيها تلك المساعدات التي تعمل على تلبية احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، من مواد غذائية ومياه شرب نقية وأدوية وأجهزة تعويضية وأدوات مساعدة.
وأعربت هبة هجرس، عن تقديرها البالغ لجهود الإغاثة التي بذلتها وتبذلها الهيئات والجهات المعنية منذ انطلاق الحرب وحتى اليوم، موضحة أنها تأمل أن تتبع الجهات المعنية بالإغاثة داخل قطاع غزة آليات أكثر حساسية لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة كونهم الأكثر تضررا مما يحدث والأكثر عرضة لفقدان الحياة وتدهور الصحة وصعوبات الحياة اليومية.
وأشارت إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم من يدفعون أغلى ثمن للحرب، واستمرار العمليات العسكرية بما له من تداعيات كارثية بالغة الخطورة على الأشخاص ذوي الإعاقة، يعد استمرارا لانتهاك مضاعف لحقوق الإنسان لكونهم مدنيين ولكونهم أشخاصا ذوي إعاقة، وفقا لكل المواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وما جاء في الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في المادة 11، وقرار مجلس الأمن رقم 2475 بشأن طرق حماية الأشخاص ذوي الإعاقة أثناء النزاعات المسلحة.
وطالبت المقررة الأممية بضرورة الالتزام بمجموعتي التدابير المؤقتة الملزمة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية بما فيها تلك المعنية بوقف العمليات العسكرية في رفح وضمان حماية وسلامة جميع المدنيين بمن في ذلك الأشخاص ذوو الإعاقة والإفراج عن جميع الرهائن والأفراد المحتجزين تعسفياً، وخاصةً الأشخاص ذوي الإعاقة دون قيد أو شرط.
الحرب على غزة
وتشن إسرائيل هجوما جويا وبريا على غزة منذ أكتوبر الماضي، وتعهدت بتدمير حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) بعد أن شن مسلحون من الحركة في السابع من أكتوبر 2023 هجوما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
فيما أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، إلى مقتل أكثر من 39 ألف شخص في القطاع، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 90 ألف جريح، وأغلب الضحايا نساء وأطفال، وفقا للسلطات الصحية في غزة وتُجرى حاليا مفاوضات لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين في ظل أزمة إنسانية حادة يعيشها سكان القطاع جراء الحرب.
وتتجاهل تل أبيب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإنهاء الحرب فوراً وأمر محكمة العدل الدولية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.